يحكى انه كان هناك شيخ معلم كبير تتلمذ على يديه الكثيرين من النوابغ و علماء الدين
هذا الشيخ كان يسكن في بيت صغير ضيق و لا يملك من الفراش و المتاع الا قليلا
بيت متهدم .. فراشه متهرئ ..وأثاثه قديم
و كان عنده طالب علم متطلع و نشيط فأراد طالب العلم يوما ان يذهب الى العراق في بغداد لسبب ما
و كان يسكن هو و شيخه في الشام
فاستأذن شيخه في الذهاب الى العراق
فقال له شيخه إذهب لكن اوصيك إذا ذهبت فإسأل عن الشيخ فلان بن فلان
و قبل رأسه و يده و بلغه مني السلام و أوصيه بالدعاء لي
فقال له الفتى و من يكون الشيخ فلان
قال له شيخي الكبير و انا تلميذه
فذهب الطالب الى بغداد
و سأل عن الشيخ فلان
فدله الناس على بيته فإذا هو بقصر مترامي الأطراف ذو نوافير و غزلان و طوواويس و رخام و متاااع و متاع
لم يصدق الفتى .. أهذا بيت الشيخ فلان !!؟
قالوا نعم
فاستأذن بالدخول و جلس في القصر هنيهة .. ثم جاء اليه الشيخ
فقبل يده و رأسه كما أوصاه معلمه و عرفه بنفسه و قال له أن شيخي يبلغك السلام و يوصيك ان تدعوا له
فساله الشيخ و قال له كيف حاله اذن؟
فقال الحمد لله .. و وصف له الحال المحدود الفقير
فرفع الشيخ يديه بالدعاء و قال : اللهم أخرج الدنيا من قلبه
!!!!!!!!!!
فدهش الفتى .. أي دنيا هذه!! الرجل فقير فقر مدقع و لا يملك من متاع و جاه الدنيا شئ
فسكت و في رأسه تتلاعب علامات الإستفهام و الدهشة
و لما قضى حاجته من بغداد
رجع الى الشام و رجع الى شيخه و قص عليه الزيارة الى بغداد و قال له ان الشيخ دعا له أن يخرج الدنيا من قلبك
فأجهش الشيخ بالبكاء
هنا جن جنون الفتى بصمت .. ما يراه عجبا
!!
فسال الشيخ ما يبكيك؟
قال له : لقد علم من حالي أن الدنيا ما زالت في قلبي فوضع الله الفقر بين عيني
و هو اخرج الدنيا من قلبه فوضعها الله بين يديه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق