المقامة الزردتية
كانت الزردة كرما وضيافة... يعيشها الزائر بكل لطافة... كانت ذبحا للخرفان... واطعاما لكل جوعان... كانت عطاء للفقراء... وعطفا على الغرباء... كانت فروسية ومهارة... وبراعة في الرمي وضرب الشارة... كانت مدائح وأذكار... والتغني على نغمات الطبل والمزمار...
ولكن اليوم تبدلت الاحوال... وبدأ ينقص هذا الصنيع من الاعمال... ويرجع ذلك لعدة أسباب... أولها عدم تشبث الجيل الجديد من الشباب... بالعادات التي ورثها أباؤهم منذ أحقاب. وهكذا تحولت الزردة الى مهرجان... يتلاقى فيه الناس بلا أذعان... لزيارة الولي الصالح سيدي خليف.
في رحاب سيدي خليف
يرى السالك للطريق الرابطة بين فايض وسيدي علي بن نصر الله وعلى بعد ثلاثين كلم عن سيدي بوزيد تقريبا يرى المشاهد عن يساره بناية ناصعة البياض في سهل جبل كأنها احدى رواسيه... في تلك الزاوية دفن جثمان الولي الصالح سيدي خليف.
وفي هذا المكان تقام سنويا في مطلع كل خريف زردة سيدي خليف... وفيها تجتمع طلائع الزوار من عديد الجهات وخاصة من تونس وسوسة والقيروان وتنتصب الخيام على التلال المحيطة بمقام الولي متلاصقة ومتواصلة بشكل جميل يزيـــــدها رونقا وبهاء... وتنتصب بالمـــناسبة أسواق بشتى المعروضات مــن السلع والخضر والغلال.
نقلة نوعية
وفي هذه السنة تم احداث جمعية أطلق عليها جمعية مهرجان سيدي خليف يديرها مصطفى حربيط رفقة ثلة من الكفاءات من أبناء المنطقة... وقد سهروا على تنظيم الدورة الاولى لمهرجان هذا الولي فكانت نقلة نوعية من حيث التنظيم في العروض وجلب الفرق واحكام الاستعراضات الفرجوية.
وقد أشرف السيد محمد فوزي بن عرب والي سيدي بوزيد على فعاليات هذا المهرجان.
وفي كلمته الترحيبية أبرز السيد مصطفى حربيط مدير المهرجان رعاية العهد الجديد بأولياء الله الصالحين وعنايته بمقاماتهم وقدم نبذة عن شخصية المهرجان الذي يعود نسبه الى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاش في عهد الدولة الحسينية مكرما ومبجلا مع البايات.
وحضر الوالي استعراضا جمع بين عروض الشباب وألعاب الفروسية والمداوري والالعاب السحرية والمحفل البدوي والعرس التقليدي.
وفي خاتمة المهرجان التقينا بالسيد محمود بن الحاج سعد أحد الذين سهروا على تنسيق العروض واحكام فقراتها بكل نجاح فعبّر لنا عن عزم الجمعية على تطوير هذا المهرجان منوّها بما لقيه من دعم ومساعدة من قبل معتمد المنطقة ورئيس بلديتها الى جانب السيد مهدي قوبة عضو اللجنة المركزية والاطارات المحلية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق